U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

ابن تيمية شيخ الاسلام المفتري عليه فمن هو ؟

 ابن تيمية

من هو شيخ الإسلام بن تيمية ؟ وما قصته ؟ وما سبب شهرته الواسعه ؟

اسم ابن تيمية بات يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة عبر وسائل الإعلام التي تشن عليه حملات شرسة لا تستهدفهُ كشخصية تاريخية فحسب ، بل تستهدف فكره المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، فأصحاب البدع لا تروق لهم فتاوى ابن تيمية التي تحارب عبادة القبور والتبرك بها ، فكثير من هؤلاء يتكسبون من الحمقى الذين يأتون بالأموال ليضعوها عند قبر الميت لكي تحل عليهم البركة المزعومة وغيرها من البدع والخرافات والضلالات التي حاربها ابن تيمية  فمن هو ابن تيمية ؟

من هو شيخ الإسلام ابن تيمية ؟

هو أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن أبي محمد عبدالله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن إبراهيم بن علي بن عبدالله النميري الحراني ثم الدمشقي 

ما سر شهرته باسم ابن تيمية ؟

يقال أن جَده محمد بن الخضر حج وله امرأة حامل ومر في طريقه على درب تيماء ( بلدة قرب تبوك ) فرأى هناك جارية طفلة حسنة الوجه قد خرجت من خبائها فلما رجع إلى حران وجد امراته قد ولدت بنتاً فلما رآها قال : يا تيمية يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء فلقب بذلك .
وقيل أيضا أن جده محمداً هذا كانت أمه تسمى تيمية ، وكانت واعظة فنسب إليها هو وبنوه 

ما هي قصة ابن تيمية ؟ وسبب شهرته الواسعة ؟  وما سر الجدل الكثير حوله ؟

كتب شيخ الإسلام  مؤلفات عظيمة يفضح فيها حقيقة أهل البدع وخياناتهم ، فلقد جاهد ابن تيمية ضد التتار وضد أصحاب البدع على حد سواء ، والشيء الطريف في سيرة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، أن أعظم مصنفاته كتبها وهو نزيل في المعتقلات المتنوعة في كل من مصر والشام ، فلقد أثنى أكابر العلماء على كتب الشيخ أحمد بن تيمية ومصنفاته ، حتى أطلق عليه علماء المسلمين من بعده لقب (( شيخ الاسلام )) ، فوصفه العلامة ( كمال الدين بن الزملكاني ) بقوله :

(( كان إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله ، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك ، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم ، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله )) 


كما أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان له باع في الجهاد فكان من أبطال معركة (( شحقب )) او (( مرج الصُّفر ))  ، وهذه المعركة التي لم نسمع عنها كثيراً كانت من أهم معارك أمة الإسلام عبر جميع مراحل التاريخ ، وكان شيخ الإسلام بن تيمية بمثابة بطلها الأول ، فقد تحالف التتار بقيادة ملكهم (( قازان )) مع الصليبيين بقيادة الملك الأرمني (( هيثوم الثاني )) ، فمع اقتراب قوات التحالف التتري الصليبي لغزو دمشق من جديد عام 702 هـ  الموافق 1303 م خلال عهد المماليك ، بدأ الإمام إبن تيمية بتحريض أهل الشام في دمشق وحلب للجهاد في سبيل الله للدفاع عن الإسلام ، واختاره أهل الشام ليكون سفيِرهم إلى سلطان مصر المملوكي (( الناصر محمد بن قلاوون )) لطلب الغوث في الدفاع عن مسلمي الشام وحثهم على الجهاد ، فأعاد الشيخ ابن تيمية نشر فتاويه في حكم جهاد الدفع ورد الصائل ، ثم سافر إلي أمير العرب ( مهنا بن عيسى الطائي ) فلبي دعوة ابن تيمية لملاقاة التتار ، فاستطاع الشيخ المجاهد أحمد ابن تيمية أن يكون تحالف كبير من مجاهدي المسلمين لملاقاة التحالف التتري الصليبي .

وقد اجتمعت جيوش المسلمين من الشام ومصر وبادية العرب في شقحب أو مرج الصُّفر وهو موضع قرب دمشق علي تخوم أرض حوران السورية ، ويبعد عن دمشق 37 كيلو متر 

معركة شقحب المجيدة ((  مرج الصُّفر ))

تقابل الجيش الإسلامي المجاهد وجيش التحالف التتري الصليبي في مرج الصفر في الثاني من شهر رمضان عام 702 هـ الموافق 20 إبريل 1303 م ( والملاحظ أن معظم المعارك العظيم تحدث في رمضان هذا الشهر المبارك بل وتحدث الانتصارات العظيمة أيضا ) 
وقبل أن تبدأ المعركة أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بالإفطار في نهار رمضان ، وأوضح أن الإفطار في هذا الظرف خير من الصيام  ، وأخذ يدور على الجند ومعه طعام في يده حتى يشجعهم على الإفطار  
واندلعت الحرب بقيادة السلطان الناصر  ووقف شيخ الإسلام بن تيمية أمام المجاهدين يشجعهم ويبث فيهم روح الاصرار والدفاع عن الدين وكان يبشر الناس بالنصر ويقول (( إنكم لمنصورون والله إنكم لمنصورون )) فيقولون له قل إن شاء الله فيقول لهم : إن شاء الله  تحقيقا لا تعليقا لأنه كان يرى النصر بعيني المتيقن بالله

بداية الصدام 

أمر قائد المسلمين السلطان محمد بن قلاوون بأن يقيد فرسه حتى لا يهرب ، وكتب وصيته ، وعزم على إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة ، ورفع خليفة المسلمين العباسي المستكفي بالله سيفه عاليا يحث المجاهدين على الدفاع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم ، بينما كان الشيخ في قلب الصفوف المجاهده يبشر المؤمنين بالنصر ويجاهد بلسانه وسيفه  ومع التحام الجيشين  اندفع ما يزيد عن 200 ألف جندي تترى وصليبي علي جيش المسلمين الذي يقل عنهم في العدد والعدة ، وكان قتال التتار عنيف حتى أنهم مالوا على المسلمين في أول الأمر ميله عظيمة قتل فيها الكثير من سادات المسلمين وأمرائهم ، ولكن ثبت المسلمين طوال الليل وامتدت هذه المعركة الى ثلاثة ايام وقد أبلى فيها شيخ الإسلام بطولات عظيمة فكان مجاهد بمعني الكلمة .

ثم بعد ذلك بدأت تظهر بشائر النصر للمسلمين بفضل الدعاء والتماسك والتضحية في سبيل الله
ويروي المؤرخ الكبير الحافظ بن كثير ما جرى في تلك المعركة :

(( فلما جاء الليل ، لجأ التتار إلى اقتحام التلول والجبال والآكام ، فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب ، ويرمونهم عن قوس واحد إلى وقت الفجر ، فقتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلا الله ، وجعلوا يجيئون بهم من الجبال فتضرب أعناقهم ))


ويقول أيضا (( وفي يوم الاثنين رابع الشهر رجع الناس من الكسوة ، إلى دمشق فبشروا الناس بالنصر ، وفيه دخل الشيخ تقي الدين ابن تيمية البلد ومعه أصحابه من الجهاد ، ففرح الناس به ودعوا له وهنأوّه بما يسر الله على يديه من الخير ))



ابن تيمية


تصادم ابن تيمية مع الحكام والأمراء بسبب فتاويه 

كان شيخ الإسلام مجاهد عظيم و جريئا في الحق ولا يخشى إلا الله  فكان يقف بكل حزم أمام قرارات السلاطين التي كانت تخالف شرع الله ، مما عرضه للسجن المتكرر في حياته لفترات طويلة ، كان آخرها في شهر شعبان سنة 726 هـ بسبب فتواه بتحريم السفر من بلاد إلي بلد من أجل زيارة القبور ، وهو الأمر الذي كان يخالف رأي السلطان وعلماء السوء من حوله ، وهددوا ابن تيمية بالسجن إذا لم يتراجع عن رأيه ، ولكنه على الرغم من كبر سنه ومرضه فضل السجن على ان يخالف شرع الله لإرضاء الحاكم ، فألقي ابن تيمية فى غياهب السجن الذى كان يكتب فيه أعظم مؤلفاته ، وبينما كان شيخ الإسلام ابن تيمية في سجنه بسجن القلعة بدمشق ، وجاءه جلاده فقال له : (( اغفر لي يا شيخنا فأنا مأمور )) فقال له شيخ الإسلام قولته التي حفظتها لنا كتب التاريخ  لكي تعبر عن كل أعوان الظالمين والطغاة :

(( والله لولاك ما ظلموا ))

ويروى أحد السجناء الذين شاهدوا شيخ الإسلام ابن تيمية في سجنه ، أنه شهد ختم ابن تيمية للقرآن في سجنه الأخير فقط 81 مرة عن ظهر قلب 
وعلى الرغم من ذلك استمر في قيام الليل وقراءة القرآن ، حتى  جاءت تلك الساعة في عتمة ليلة يوم الاثنين 20 من ذي القعدة 728 هـ في تلك الليلة سمع الناس صوت شيخ كبير يقرأ القرآن بصوت أعياه المرض من عتمة إحدى زنزانات السجن ، حتى وصل إلى قوله تعالى : 

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنّٰتٍ وَنَهَرٍ (54) فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍۭ (55)  }      [ سورة القمر : 54 الى 55 ]

ثم توقف ذلك الصوت بعد ذلك إلى الأبد كان هذا صوت شيخ الإسلام ابن تيمية  الذي كان يرتفع بالتكبير في معركة شقحب  وهو نفس الصوت الذي وقف أمام الطغاة والمتكبرين وعلماء السوء .
فدخل الحراس على تلك الزنزانة ليجدوا هذا الشيخ الكبير أحمد ابن تيمية وقد فارق الحياة ، فذكر مؤذن القلعة على منارة الجامع خبر موت الإمام وتكلم به الحراس على الابراج ، فتسَامع الناس بذلك  واجتمعوا حول القلعة ، ففتح الحرس باب القلعة ، فامتلأت بالرجال والنساء الذين جاءوا لوداع الشيخ المجاهد وأصوات البكاء تملأ الأرض والسماء ، وحُمل شيخ الإسلام في جنازة عظيمة لم تشهد الشام مثلها وصلي عليه عشرات الالاف من المسلمين من أهل دمشق ومن حولها ممن جاءوا خصيصا للصلاة علي شيخ الإسلام  البطل أحمد ابن تيمية .

تخليد ذكر ابن تيمية 

وإذا كان الطغاة قد استطاعوا إسكات صوت هذا المجاهد العظيم ، فإنهم لم يستطيعوا محو ذكر اسمه في سجلات التاريخ الخالدة ، فما زالت مؤلفات الشيخ أحمد ابن تيمية تنتشر بين شباب الإسلام حتى يوم الناس هذا ، وأصبحت كتبه المرجع الرئيس للرد على الشبهات التي يلقيها أعداء الإسلام ، بعد أن أجمع علماء الامة المعتبرين على اعتبار الشيخ أحمد ابن تيمية هو (( شيخ الإسلام )) وعليك فقط أن تعلم بعضاً من أسماء تلاميذ شيخ الإسلام  ابن تيمية لكى تعرف مقدار هذا الرجل  فقد تتلمذ على يديه أسماء عملاقة
  • الإمام العظيم ( ابن قيم الجوزية )  صاحب الكثير من المؤلفات العظيم المنتشرة بين الناس الي الان
  • الإمام الحافظ والمؤرخ ( ابن كثير )  صاحب  كتاب (( البداية والنهاية ))
  • الإمام الكبير ( الذهبي )  صاحب  كتاب  (( سير أعلام النبلاء ))
وغيرهم الكثير والكثير من عمالقة أمة الإسلام  فرحمة الله شيخ الإسلام ابن تيمية على ما قدمه من علم فجزاه الله خيرا عن الإسلام
 ابن تيمية



لمعرفة المزيد من القصص يمكن الاطلاع على 


تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح
    وحسبي الله ونعم الوكيل في اي شخص يشوه سمعه الإسلام

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة