U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

طارق بن زياد فاتح الأندلس ما هي قصته وما أصله ؟

فاتح الاندلس

من هو القائد البطل طارق بن زياد فاتح الاندلس العظيم ؟ وكيف اسلم هل هو عربي أم أمازيغي ؟

كلنا يسمع او يعرف القائد العظيم طارق بن زياد فاتح الاندلس الاول والذي أسس لقيام دولة الإسلام في الأندلس لكن الأغلب لم يكن يعرف أن هذا البطل المسلم لم يكن عربيا ، بل كان من قومية الامازيغ المعروفة تاريخيا بقومية البربر ، والحقيقة أن الرومان هم الذين اطلقوا اسم البربر علي هذه القبائل الامازيغيه ، وسموا كل من لم يكن من الرومان بربريا ، فالقَبائل الجرمانية التي حاربت الإمبراطورية الرومانية سماها الرومان أيضا قبائل البرابرة ، والأمازيغ قومية من أعظم القوميات المسلمة التي ضحت في سبيل الإسلام والمسلمين ، وقد يخفى على البعض بأن خيرة علماء ومجاهدي هذه الأمة هم من الأمازيغ ، فمنهم ( طارق بن زياد ) فاتح الاندلس ، و( عبدالله بن ياسين ) مؤسس إمبراطورية المرابطين ، و (يوسف بن تاشفين ) عملاق معركة الزلاقة ، والبطل المغربي ( عبدالكريم الخطابي ) ، البطل الجزائري ( المعز بن باديس )  وغيرهم الكثير ، فإن كنت أمازيغيا مسلماً ، فاعلم أنك من سلالة أبطال عظام دافعوا عن دين الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم  فكانوا عمالقة في هذا الدين العظيم الذي لا يعرف مكانا للعنصرية بين الناس .

فما أعظم هذا الدين وما أروعه ، فالاسلام دين رائع يمزج في خلطة عجيبة بين بساطة المعتقد وكمال التشريعات ليضمن السعادة الأبدية للإنسان ، ولو تُرك الاسلام لَيعرف الناس حقيقته دون تشويه أو تزوير ، لدخل الناس في هذا الدين أفواجا متتابعة ، لذلك أصبحت عملية تشويه صورة الإسلام ضرورة من ضروريات غزاة التاريخ ، لكي لا تصل صورة هذا الدين العظيم نقية إلى شعوب العالم المستضعفة ، فتضيع بذلك سيطرة الملوك الجبابرة وأصحاب النفوذ على تلك الشعوب .

من هو طارق بن زياد ؟

طارق بن زياد كان واليا لمدينة طنجة المغربية ، ويعمل تحت قيادة أمير شمال أفريقيا  ( موسي بن النصير ) ، الذي لاحظ بعد توليه لإمارة أفريقيا أن كثيراً من الامازيغ يرتدون عن الإسلام ، فأدرك رحمه الله أن السبب الرئيسي لارتدادهُم هو عدم فهمهم لتعاليم الشريعة الإسلامية التي أتت باللغه العربيه التي لا يفهمونها ، فقام القائد موسى باستحضار التابعين من بلاد الشام واليمن ليعلموا تعاليم الإسلام لأمازيغ ممن يجيدون العربية ، ثم يقوم هؤلاء بدورهم بتعليم أبناء جلدتهم بلغتهم ، وهكذا حتى يفهم الناس تعاليم الإسلام بدون عجله ولكن كانت هناك مشكلة كبيرة تواجه المسلمين في شمال افريقيا 

الأسطول الإسلامي 

كانت هذه المشكلة في تعدي سفن الرومان على المسلمين بين الحين والآخر ، وكان المسلمون يفتقدون لأسطول بحري قوي ، فقام القائد موسي بن النصير ببناء ميناء القيروان  لصناعة السفن ، وبينما كان المسلمون يأخذون بأسباب النصر حدث شي غريب 

رسالة أمير سبتة المثيرة للدهشة الي طارق بن زياد

في احد الايام اثناء العمل علي انشاء الاسطول وصلت رسالة إلى أمير طنجة طارق بن زياد مصدرها مدينة (( سبتة )) المغربيه ، وكانت تحت حكم أمير نصراني يسمى يوليان ، وكان لهذا الامير بنت فائقة الجمال اسمها الاميرة فلوريندا ، ابتعثها ابوها الي قصور الأندلس لكي تتعلم هناك ولكن انقلابا حدث في مملكة القوط الغربيين في الأندلس أزيح من خلاله ملك القوط  الغربيين ( غيطشه Witicha ) ، وتولى المُلك مكانه ملك ظالم يسمي ( لُذريق Roderic ) فقام لُذريق بأغتصاب ابنة يوليان حاكم سبتة ، فأرسلت إلى أبيها تشكو ما جري لها ، وكان يوليان يدرك أن المسلمين سيحررون سبتة عاجلا أم آجلا ، فعرض علي طارق بن زياد أن يسلمه مدينة سبتة ، وأن يعيره السفن اللازمة للفتح الإسلامي ، وأن يرشده على الطرق المجهولة في جبال الأندلس مقابل أن يعطيه المسلمون ضيعاً كان يملكها غيطشة  إذا ما فتحوا تلك البلاد 

أول عبور من المسلمين الى بلاد الأندلس 

قام طارق بن زياد بالفعل هو ومعه سبعة آلاف مجاهد بالعبور إلى جزيرة الأندلس عبر المضيق الذي سمي باسمه فيما بعد  ، فقاتلوا الحامية القوطية في الجنوب ، وهزموهم ، فهرب قائد الحامية ، ورجع سراً في الليل إلى أولئك الفاتحين المجهولين ليراقبهم ، فرأى العجب ، رآهم يصلون لربهم ويقيمون الليل ركعا وسجدا ، وسمعهم وهم يرتلون ويقرؤون كتابا تسيل دموعهم وهم يتلونه ، فلم يصدق هذا القائد ما رآه ، فبعث برسالة إلى الملك (( لُذريق )) في (( طليطله ))  جاء فيها :-

(( أدركنا يا لُذريق فأنه قد نزل علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء ))

وقوع أول صدام فعلي  بين المسلمين والقوط  (( معركة وادي لكة )) 

تقدم الملك لُذريق بجيش قوامه 100 ألف فارس مجهزين بأحدث الاسلحة ، وقد أمرهم لُذريق أن يجلبوا حبالا كثيرة لربط المسلمين كالعبيد بعد أن يهزهم ، فأرسل طارق بن زياد الي موسي بن النصير يطلب المدد فأمده ب 5 الف مجاهد ليصبح قوام الجيش 12 الف  وجلهم من المشاة مقابل 100 ألف من الفرسان النصارى ، والتقى الجيشان في معركة (( وادي لكة )) أو (( وادي برباط )) وذلك في 28 رمضان من عام 92 هـ الموافق 19 يوليو 711 م ، وبعد 8 أيام فيها عيد الفطر ، وبعد استشهاد 3 آلاف مسلم  !! انتصر المسلمون ، وقتل الملك المغرور لُذريق صاحب الحبال .

والجدير بالذكر أن هناك مسأله خطيره وجب التنبيه عليها  ألا وهي مسألة حرق السفن والمقولة الشهيرة التي تم تداولها في كتب التاريخ على لسان طارق بن زياد (( البحر من خلفكم والعدو من أمامكم )) 

قصة حرق السفن 

الحقيقة أن هذه الرواية هي رواية لا تصح تاريخياً ، وهي على الأرجح من وضع المستشرقين الذين أرادوا تبرير هزيمة  100 ألف من جيش النصارى أمام 12 الف مسلم أولئك الغزاة أرادوا إيهامنا أن المسلمين إنما قاتلوا مكرهين لعدم وجود السفن للهرب ، ولكن من قرأ تاريخ الإسلام جيدا لوجد أن أغلب المعارك التاريخية للمسلمين كانوا هم الأقل عددا .
فضلا على ذلك لم ترد تلك الرواية في أمهات الكتب الإسلامية ، بل وردت في المصادر الأوروبية فقط  ،ثم أن قائداً محنكا مثل طارق بن زياد كان يعرف بالتأكيد إمكانية هزيمته وهذا أمر وارد فكان لزام عليه أن ينسحب حرصا على ارواح الجنود معه وهذا ما تأمر به الشريعة  والاهم من ذلك والذي يفند هذه الفرية أن هذه السفن ليست ملكا للمسلمين بل هي ملك أمير سبتة يوليان  فلا يحق الي  طارق أن يحرقها  ، لذلك فأن المسلمين كانوا شجعان أشاوس استطاعوا هزيمة جيش كبير مكون من 100 ألف فارس وهم 12 ألف جندي مشاه (( حقاً أنهم أبطال )) 

المصدر 

الأندلس من الفتح إلي السقوط    للدكتور راغب السرجاني 
مائة من عظماء الأمة غيروا مجرى التاريخ    جهاد الترباني

رحم الله طارق بن زياد وجنود المسلمين 

لمعرفة المزيد عن  قصص أخرى يمكن الضغط على الروابط التالية 




تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة