U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

أبو القاسم الزهراوي الاندلسي ( أعظم الجراحين في التاريخ ) مؤسس علم الجراحة الحديث

أبو القاسم الزهراوي


أبو القاسم الزهراوي الاندلسي ( أعظم الجراحين في التاريخ ) مؤسس علم الجراحة الحديث

هل يعرف المسلمون من هو أبو القاسم الزهراوي ؟

بالطبع إذا سألنا هذا السؤال على كثير من المسلمين على مختلف أعمارهم تجد لا يعرف من هو أبو القاسم الزهراوي وهذا للأسف مما يدمي القلب أن لا نعرف تاريخنا ولا علمائنا الافاضل في شتي مجالات العلوم ليس فقط الدينية بل قدر برع كثير من اجدادنا في العلوم الدنيوية بل وهم من أسسوا هذه العلوم وكل من جاء بعدهم من علماء الغرب كانوا قد تعلموا من كتب هؤلاء العظماء المسلمين .

وأستطيع أن أجزم أنه لولا علمائنا لما ظهر العلم ولا كان العالم على ما هو عليه الآن فكل هذا بفضل علمائنا المسلمون الذين جائوا للبشرية بدين العلم والمعرفة فكما كان الإسلام يصلح العقائد الفاسدة والنفوس الضعيفة فَأيضا جاء الإسلام كي يخرج هؤلاء الأعاظم الذين علموا الدنيا العلوم الحديثة من الطب والهندسة والكيمياء والصيدلة  ، واليوم سوف نتحدث عن عظيم من هؤلاء الأعاظم في هذه العلوم  ألا وهو ( أبو القاسم الزهراوي ) اعظم جراحين التاريخ   

من هو أبو القاسم الزهراوي ؟

هو خلف بن عباس الزهراوي،من العلماء الأعلام في الأندلس ، وفي التاريخ الإسلامي كله ، وهو من كبار جرَّاحي العرب المسلمين ، وأستاذ علم الجراحة في العصور الوسطى وعصر النهضة الأوربية.

وُلِدَ أبو القاسم الزهراوي في (مدينة الزهراء) ونُسب إليها، كان طبيباً فاضلاً خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة 



هو أول مَنْ تمكَّن من اختراع أُلى أدوات الجراحة .


كالمشرط والمقصَّ الجراحي، كما وضع الأسس والقوانين للجراحة ، التي من أهمَّها ربط الأوعية لمنع نزفها، واخترع خيوط الجراحة؛ فكان أَحَد العلماء الأعلام الذين سعدت بهم الإنسانية.


وهو أوَّل مَنْ جعل الجراحة علماً قائماً على التشريح وقد استطاع أن يبتكر فنوناً جديدة في علم الجراحة وأن يُقَنَّنَها 


وهو أوَّل مَنْ وصف عملية القسطرة، وصاحب فكرتها والمبتكر لأدواتها، وهو الذي أجرى عمليات صعبة في شقَّ القصبة الهوائية.


وكان الأطباء قبله مثل ابن سينا والرازي قد أحجموا عن إجرائها لخطورتها، وابتكر ( الزهراوي) آلة دقيقة جدّاً لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة؛ تسهيل مرور البول، كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر

ومن الجروح الغائرة كلها بشكل عام.


وهو أول مَنْ نجح في إيقاف نزيف الدم أثناء العمليات الجراحية وذلك بربط الشرايين الكبيرة


وسبق بهذا الربط سواه من الأطباء الغربيين بستمائة عام! والعجيب أن يأتي مِنْ بعده مَنْ يَدَّعي هذا الابتكار لنفسه وهو الجراح إمبراطور باي.


وهو أيضاً أول من صنع خيطاناً خياطة الجِرَاح واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء القطط.


وأول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط  واحد مُثَبَّت فيها ،  كي لا تترك أثراً مرئياً للجِرَاح ، وقد أطلق على هذا العمل اسم ( إلمام الجروح تحت الأدمة ) أو ما يسمى حديثا ( بالجراحه التجميليه )





كما يُعَدُّ الزهراوي أول رائد لفكرة الطباعة في العالم فلقد خطا الخطوة الأولي في صناعة الطباعة، وسبق بها 

الألماني ( يوحنا جوتنبرج ) بعدَّة قرون، وقد سَجَّل الزهراوي فكرته عن الطباعة ونفَّذَها في المقالةالثامنة والعشرين من كتابه الفذَّ(التصريف)

ولأول مرَّة في تاريخ الطب والصيدلة يصف الزهراوي كيفية صنع الحبوب ( أقراص الدواء) ، وطريقة صنع القالب الذي تُصَبُّ فيه هذه الأقراص أو تُحَضَّر، مع طبع أسمائها عليها في الوقت نفسه باستخدام لوح من الأبنوس أو العاج مشقوق نصفين طولاً، ويُحْفَر في كل وجه قدر غِلَظِ نصف القرص، وينقش على قعر أحد الوجهين اسم القرص المراد صنعه مطبوعاً بشكل معكوس، فيكون النقش صحيحاً عند خروج الأقراص  من قالبها ؛ وذلك منعاً للغشَّ في الأدوية، وإخضاعها للرقابة الطبية.


وفي ذلك يقول شوقي أبو خليل ( ولا ريب أن ذلك يُعطي الزهراوي حقّاً حضاريّاً لكي يكون المؤسس الرائد الأول لصناعة الطباعة، وصناعة أقراص الدواء؛ حيث اسم الدواء على كل قرص منها، هاتان الصناعتان اللتان لا غنى عنهما في كل المؤسسات الدوائية العالمية؛ ومع هذا فقد اغْتُصِبَ هذا الحقُّ وغفل عنه كثيرون )


وكذلك يُعَدُّ الزهراوي أوَّل مَنْ وصف عملية سَلَّ العروق من الساق لعلاج دوالي الساق العرق المدني واستخدمها بنجاح، وهي شبيهة جدّاً بالعملية التي نمارسها الوقت الحاضر، والتي لم تُستخدم إلاَّ منذ حوالي ثلاثين عاماً فقط، بعد إدخال بعض التعديل عليها.


وللزهراوي إضافات مهمَّة جدّاً في علم الأسنان وجراحة الفكَّيْنِ، وقد أفرد لهذا الاختصاص فصلاً خاصّاً به.


وكان مرض ( السرطان ) وعلاجه من الأمراض التي شغلت الزهراوي ، فأعطى لهذا المرض الخبيث وصفاً وعلاجاً بقي يُستعمل خلال العصور حتى الساعة، ولم يزد أطباء ( القرن العشرين )  كثيراً على ماقدَّمه علامة الجراحة الزهراوي.


وإن ما كتبه الزهراوي في التوليد والجراحة النسائية ليُعتبر كنزاً ثميناً في علم الطب؛ ولقد ابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت وسبق الدكتور ( فالشر) بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة ، والفحص النسائي.


وقد وصف الزهراوي هذه الآلات والأدوات الجراحية التي اخترعها بنفسه للعمل بها في عملياته،ووصف كيفية استعمالها وطرق تصنيعها، منها جِفت الولادة، والحقنة العادية، والحقنة الشرجية، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم ومقصلة اللوزتين، وجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام، والمكاوي والمشارط على اختلاف أنواعها، وغيرها الكثير من الآلات والأدوات التي أصبحت النواة التي طُوَّرَتْ بعد ذلك بقرون لتُصبح الأدوات الجراحية الحديثة.




يقول ( كامبل ) في كتابه ( الطب العربي )  (كانت الجراحة في (الأندلس) تتمتع بسمعة أعظم من سمعتها في باريس

أو لندن ذلك أن ممارسي مهنة الجراحة في ( سَرَقُسْطَة ) كانوا يُمنحون لقب( طبيب جراح )، أما في ( أوروبا ) فكان لقبهم ( حلاق جراح ) وظلَّ هذا التقليد سارياً حتى القرن العاشر الهجري )

ويقول( جوستاف لوبون ) عن الزهراوي ويصفه بقوله


( أشهر جراحي العرب ، ووصف عملية سحق الحصاة في المثانة على الخصوص ، فعُدَّت من اختراعات العصر الحاضر على غيرِ حقًّ )


وجاء في دائرة المعارف البريطانية أنه أشهر مَنْ ألَّف في الجراحة عند العرب ( المسلمين ) ، وأول من استعمل ربط الشريان لمنع النزيف، وهو معروف في أوروبا باسم  ( Abulcasis ) ( أبو القاسم )





 ومن مؤلفات أبو القاسم الزهراوي هذا الجراح  العظيم 


كتابِهِ ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) وهو في الحقيقة موسوعة كثيرة الفائدة، تامَّة في معناها لم يُؤَلَّف في الطب أجمع منها، ولا أحسن للقول والعمل وتُعتبر من أعظم مؤلفات المسلمين الطبية، وقد وصفها البعض بأنها دائرة معارف، ووصفها آخرون بأنها ملحمة كاملة


وليس من الغريب أن تُصبح هذه الموسوعة المصدر الأساسي لجراحي ( الغرب)  حتى القرن السابع عشر، وتظلَّ المرجع الكبير لدارسي الطب في جامعات أوربا ،  مثل (سالرنو ومونبلييه ) في القرن السادس والسابع عشر الميلادي.


والحقيقة أن الجراحين الذين عُرفوا في إيطاليا في عصر النهضة وما تلاه من قرون قد اعتمدوا اعتماداً كبيراً على كتاب ( التصريف لمن عجز عن التأليف)  للزهراوي.


ويقول عالم وظائف الأعضاء الكبير (هالّر):


( كانت كتب أبي القاسم المصدر العام الذي استقى منه جميع مَنْ ظهر من الجراحين بعد القرن الرابع عشر )



وتوفي خلف بن عباس الزهراوي سنة (427 هجرية الموافق  1036 ميلادية).



فرحمه الله من عالم جليل أفاد البشرية كلها بعلم وليس المسلمين فقط والكل الان مع كل هذا التقدم يعتبر عالة عليه وعلى علمه وكتبه


المصدر :


كتاب ( قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط )  للدكتور:راغب السرجاني. 

كتاب ( كيف تصبح عالما )   للدكتور راغب السرجاني 

لمعرفة المزيد عن 






تعليقات
8 تعليقات
إرسال تعليق
  1. رحم الله هذا العالم الكبير
    فعلا والله هذه معلومات لم تعرف من قبل

    ردحذف
  2. اسال الله ان يرجعنا لدينا رجوعا حميدا

    ردحذف
  3. كم خدغنا كثير بقصص مكتشفين من الغرب وفي تلحيقه انها اكتشافات المسلمين

    ردحذف
  4. من أجمل ما قرأت
    رحمة الله عليه
    جزاك الله كل خير

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة