U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

من هو المغامر العباسي أحمد بن فضلان (سندباد المسلمين الحقيقي ) ؟ وما سر رحلته العجيبة في بلاد الصقالبة وقبائل الفايكنج ؟

رسالة احمد بن فضلان  الفايكنج
أحمد بن فضلان

من هو المغامر العباسي أحمد بن فضلان (سندباد المسلمين الحقيقي ) ؟ وما سر رحلته العجيبة في بلاد الصقالبة وقبائل الفايكنج ؟ وما هي رسالته المشهورة ب ( رسالة أحمد بن فضلان ) ؟

تبدأ قصة هذا المغامر العظيم عندما التقي الخليفة العباسي ( المقتدر بالله ) بسفراء ملك الصقالبة (( ألمش بن يلطوار Almish Yiltawar ))  وكان هذا الملك في الحقيقة مسلم  وقد اسمي نفسه ( جعفر بن عبدالله ) وكانت هذه البلاد قد وصلها الإسلام مع الفتوحات الإسلامية في عهد الدولة الأموية على يد الفاتحين العظماء ك قتيبة بن مسلم الباهلي وغيره من الأبطال وكانت هذه المملة تعرف بمملكة (( الصقالبه )) او كما تعرف في المصادر الغربية ب (( فولغا بلغاريا Volga Bulgaria ))  وقد امتدت أراضيها بين نهري (( الفولغا )) و (( كاما )) وهي جزء من روسيا حاليا .

إلا أنه مع مرور الوقت وتوقف الفتوحات الإسلامية في هذه الجهة وبعض الفتن التي حدثت من سقوط الدولة الأموية وصعود الدولة العباسية جعل كثير من أهل هذه المنطقة يبعد عن دينه تدريجيا واختلط بعض أفعالهم بين الإسلام والوثنية ، فهذا ما جعل هذا الملك يرسل رسالة إلى الخليفة العباسي ( المقتدر بالله ) حتى يرسل له من وفدا من علماء المسلمين لكي يعلموا الناس دينهم الصحيح و يبنوا له مسجدا ، وينصب به منبر ليقيم عليه الدعوة له في بلده وجميع مملكته ، ويساعده في بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له .
فاختار الخليفة العباسي وفدا إسلاميا رفيع المستوى ، وأختار على رأس هذا الوفد  العالم الفقيه ( أحمد بن فضلان )

بداية الرحلة العجيبة :-

رسالة أحمد بن فضلان   الفايكنج

في يوم الخميس الموافق الحادي عشر من شهر صفر سنة 309 هـ الموافق لشهر حزيران ( يونيو ) من سنة 921 م 

قاد العالم الجليل ( أحمد بن فضلان ) هذه البعثة الدعوة  خارجا من بغداد  قاصدا ملك الصقالبة .

وقد توغل ابن فضلان في آسيا الوسطى أثناء رحلته ، وقابل شعوبا عديدة ودون عاداتهم ومعتقداتهم العجيبة في كتاباته ، حتي وصل الي مملكة الصقالبة ، وهناك بدأ بتعليم الملك والشعب الدين الإسلامي الصحيح ، وقد تحدث ابن فضلان في كتاباته على لسان الملك عن شعب ( ويسو ) ، وهو شعب فنلندي شمالي ، ولعله كما يرى المستشرق (( فرهن )) شعب روسيا البيضاء ، قرب موسكو الحالية .
رسالة أحمد بن فضلان   الفايكنج  الصقالبة
وفد المسلمين إلى ملك الصقالبة

من هم قبائل الفايكنج ؟


ثم وصف ابن فضلان قبائل الرُّس وهم (( الفايكنج )) الذين يسكنون السويد والنرويج والدنمارك وأيسلندا ، والتي التقاهم عند نهر الفولغا الذي كانوا يبحرون بها للتجارة ، و لنترك ابن فضلان بنفسه الذي جاء من بغداد رمز الحضارة الإسلامية يصف لنا تلك الشعوب التي قابلها :

(( كان أعظم ما يعلمه أولئك القوم من الحلي هو الخرز الأخضر ، يشترون الخرزة بدرهم ، وينظمونًه عقودا لنسائهم ، وهم اقذر خلق الله لا يستنجون من غائط ولا بول ، ولا يغتسلون من جنابة ، ولا يغسلون أيديهم من الطعام ، بل هم كالحمير الضالة ، يجيئون من بلدهم فُيرسون سفنهم بإتل ( وهو ما يسمى الآن بـ نهر الفولغا ) ، وهو نهر كبير ، ويبنون على شطه بيوتا كباراً من الخشب ، ولابد لهم في كل يوم من غسل وجوههم ورؤوسهم بأقذر ماءِ  ، وذلك أن الجارية توافي كل يوم بالغداة ، ومعها قصعة كبيرة فيها ماء ، فتّدفعها إلى مولاها فيغسل فيه يديه ووجهه ، وشعر رأسه فيغسله ويسرحه بالمشط في القصعة ، ثم يتمخط ويبصق فيها ، ولا يدع شيئا من القذر الا فعله في ذلك الماء ، فإذا فرغ مما يحتاج اليه حملت الجارية القصعة إلى الذي بجانبه ففعل مثل صاحبه ،ولا تزال ترفعها من واحد الى اخر حتي تديرها على جميع من في البيت ، وكل واحد يتمخط ويبصق فيها ويغسل وجهه وشعره فيها .
رسالة أحمد بن فضلان   الفايكنج
محارب الفايكنج

كيفية التجارة عند الفايكنج ؟

 وساعة توافي سفنهم إلى هذا المرسى يخرج كل واحد منهم ومعه خبز ولحم وبصل ولبن ونبيذ ، حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة ، لها وجه يشبه وجه الإنسان ، وحلها صور صغار ، وخلف تلك الصور خشب طوال قد نصبت في الأرض ، فيوافيِ إلى الصورة الكبيرة ويسجد لها ، ثم يترك الذي معه بين يدي الخشبة ويقول لها (( ياربي أريد أن ترزقني تاجراً معه دنانير ودراهم كثيرة فيشتري مني كل ما أريد ولا يخالفني فيما اقول )) ثم ينصرف .

فأذا تعسر عليه بيعه وطالت أيامه ، عاد بهدية ثانيه وثالثه فإن تعذر ما يريد ، حمل الي كل صورة من تلك الصور الصغار هدية ، وسألها الشفاعة ، وقال (( هؤلاء نساء ربنا وبناته وبنوه )) لا يزال يطلب الي صورة صورة يسألها ، ويستشفع بها ويتضرع بين يديها ، فربما تسهل له البيع فباع فيقول ( قد قضي ربي حاجتي وأحتاج أن أكافئه ) فيعمد إلى عدة من الغنم أو البقر فيقتلها ويتصدق ببعض اللحم ، ويحمل الباقي فيطّرحَه بين يدي تلك الخشبة الكبيره والصغار التي حولها ، ويعلق رؤوس البقر والغنم على ذلك الخشب المنصوب في الأرض ، فإذا كان الليل جاءت الكلام فأكلت جميع ذلك ، فيقول الذي وضعها (( قد رضى ربي عني وأكل هديتي )) .

ماذا يفعل الفايكنج في المرضى والموتى ؟

 وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمة ناحية عنهم ، وطرحوه فيها ، وجعلوا معه شيئا من الخبز والماء ولا يقربونه ولا يكلمونه ، بل لا يتعاهدونَه في كل أيام مرضه لا سيما إن كان ضعيفا أو مملوكا .

فإن بريء وقام رجع إليهم ، وإن مات احرقوه ، اما لو كان مملوكا تركوه على حاله حتى تأكله الكلاب وجوارح الطير ، وكان يقال لي أنهم يفعلون برؤسائهم عند الموت أموراً اقلها الحرق ، فكنت أحب ان أقف علي ذلك حتي بلغني موت رجل منهم جليل ، فجعلوه في قبره ، وسَقفوا عليه عشرة أيام حتى فرغوا من قطع ثيابه وخياطتها لهذه المناسبة .

ثم يجمع كل ماله ويقسم ثلاثة أقسام ( قسم الى اهله - قسم الي يصنعون به ثيابه التي توضع معه - قسم يشتري به نبيذ حتى تشرب كل القبيلة ويستخدم في المراسم ) ثم بعد ذلك يؤتي بكل جواريه فيسأل سأل : من منكن يموت معه ؟ فإن وافقت احدهن ضائعه راضيه بمحض ارادتها ، فهذا بحسب معتقداتهم تعبر شرف عظيم لها .
رسالة أحمد بن فضلان    الفايكنج


ومن لحظه موافقته تسهر بقية الجواري علي خدمتها لدرجة انهن يغسلن رجلها بأيديهن وذلك حتى يأتي اليوم الذي سوف يحرق فيه الميت مع جاريته ، وتقام الاستعدادات على ضفاف النهر أمام السفينة التي فيها السيد المتوفي وتكون الاستعدادات ببذخ كبير .
ويشارك في تلك المراسم ، امرأة عجوز شمطاء تسمى عندهم ( ملك الموت ) وهي التي تتولى قتل الجارية التي وافقت على الموت مع سيدها ، وفي اللحظة المحددة يخرجون الميت من قبره ، ويلبسونه سراويل جديدة ، ويضعونه في الخيمة التي على السفينة ، ويُجلسونه وقد اسندوه بالمساند ، ووضعوا أمامه الفاكهة والريحان والنبيذ والخبز واللحم والبصل ، ثم يقطعون كلبا الي نصفين ويلقونه على السفينة ، ويضعون جنب المتوفى جميع اسلاحته ، ثم يجيئون بفرسين يذبحونهما بعد الغرق ويقطعون لحمهمْ بالسيوف ويلقونه بالسفينة ، ثم يفعلون الشيء ذاته ببقرتين وديكًا ودجاجة .





وأثناء ذلك تقوم الجارية التي سوف تحرق معه بالمرور داخل الخيم المنصوبة على شاطىء النهر أمام السفينة ، فنكحها كل صاحب خيمة ويقول لها : سلمي علي مولاك وقولي له إنما فعلت هذا حباًّ به ، وبعد حركات متعددة تقوم بها الجاريه أمام الحضور مع العجوز ( ملك الموت ) لتصعد إلى السفينة ، فتشرب النبيذ ، قدحا بعد قداح ، وملك الموت تقتلها بخنجر عريض النصل ، والرجال يضربون بالخشب علي التراس ، لئلا يسمع صوت صراخها ، فتجزع بقية الجواري ، فلا يوافقن بعد ذلك على الموت مع أسيادهن ، ثم يتم حرق السفينة بكل ما فيها : الرجل السيد المتوفي وجاريته المتوفاة ، وكل الاشياء والحاجات التي تم جمعها في السفينة ))
رسالة أحمد بن فضلان   الفايكنج
الطقوس قبل حرق السفينة بالسيد المتوفي ومتاعه

رحلته إلى بلاد الفايكنج 

ويروي أن وجود أحمد بن فضلان  في تلك البلاد صادف حدوث صراع داخلي بين زعماء قبائل الفايكنج لخلافة الزعيم المتوفى ، فقامت إحدى المشعوذات بأخبار قائد إحدى القبائل أن عليه أن يسافر لبلده لحمايتها من الأخطار ،أخبرته أيضا أن عليه أن يشكل فريقا من المقاتلين يتكون من ثلاثة عشر محاربا على أن يكون أحدهم من غير أهل الشمال ، لذلك وقع الاختيار علي ابن فضلان ليكون المحارب الثالث عشر وسافر ابن فضلان مع ذلك الفريق عبر نهر الفولغا حتي وصل الي ما يعرف اليوم بمملكة الدنمارك ليدون هذا المغامر الكبير ما شاهده من عجائب في تلك الأراضي التي مر بها في مغامرته في كتابة الشهير 
( رسالة احمد بن فضلان ) 

رسالة أحمد بن فضلان   الفايكنج


الأمر الذي يعتبره المؤرخون الغربيون بأنه يمثل (( أقدم وصف معروف لشاهد عيان عن حياة الفايكنج ومجتمعاتهم ، ويعتبر وثيقة بارزة ، في وصفه لحوادث وقعت منذ ما ينوف عن ألف عام بتفصيل مميز مفعم بالحياة ))

وهذه القصه العظيمه توضح بشكل كبير المستوى الحضاري الرفيع الذي تميزت به حضارة المسلمين في بغداد وبلاد المسلمين حتى قرطبة في الأندلس التي كان يطلق عليها جوهرة العالم واعظم مدينة بعد بغداد  ومقارنة بين حياة الأوروبيين في ذلك الوقت وكم الجهل والقذارة التي كانوا فيها .

ومن الغزي أن ترى كثير من أمتنا من لا يعرف شيئا عن هذا المغامر العظيم الذي كان شاهد عيان عليهم ورحلته كانت اشبه برحلات ومغامرات السندباد البحري في قصة الف ليله وليله  ، ومن روعة هذه الرحلة فكانت اساسًا لرواية مايكل كريتشتون (( أكلة الموتى )) والتي صورت بعد ذلك في فيلم أنتجته هوليوود في عام 1999 م تحت اسم

(( المحارب الثالث عشر -The 13th Warrior ))

 وهذا يدل على معرفة الغرب بتاريخنا ونحن لا نعرف عنه شيئا مع ان الفيلم لا يمثل الحقيقة لكنه اخذ الفكرة والقدوة من بطلنا العظيم  وهذا يدلنا أن ليس لهم ابطال حقيقين انما يصطنعون الابطال من نسج الخيال ، أما نحن نمتلك ابطال حقيقين يجب أن نقتدي بهم
رسالة أحمد بن فضلان   الفايكنج


لمعرفة المزيد عن 




تعليقات
9 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة