U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

جاك سبارو .. القصة الحقيقية لهذا البطل المسلم الذي تم تشويه سيرته عمدا

جاك سبارو


ما هي قصة الكابتن جاك سبارو أو ( جاك وارد ) الحقيقية التي تم تشويهها عن عمد  في التاريخ الأوروبي والسينما الأمريكية ؟ 

الكل منا يعرف سلسلة الأفلام الشهيرة التي أنتجتها شركة ديزني الأمريكية في السنوات الأخيرة (( قراصنة الكاريبي )) (( Pirates of the Caribbean )) والذي أدى الدور الرئيسي فيها الممثل الأمريكي (( جوني ديب )) وهو دور (( جاك سبارو )) والذي نال عليها العديد من جوائز الأوسكار لدوره في هذا الفيلم والذي لا يعرفه كثير من محبي هذه السلسلة أنه كان يجسد شخصية حقيقية وهي قصة البطل الكابتن جاك وارد .


من هو الكابتن جاك وارد ؟

- هو الكابتن جاك وارد (( Jack Ward )) أو (( جون وارد )) (( John Ward )) ويطلق عليه اسم (( جون بيرد )) (( John Birdy )) وذلك لحبه الكبير للطيور     وهذا ما دفع منتجو الفيلم لاختيار اسم (( سبارو )) (( Sparrow )) وتعني العصفور بدل من (( Bird )) وتعني طائر 

- ولد جاك وارد في عام 1553م في بلدة (( فافلشام)) (( Faversham )) الواقعة في مقاطعة (( كينت )) (( Kent )) جنوب شرق انجلترا ، وعمل في بداية حياته في صيد الأسماك مع أهله ، ولكن حياته قد انقلبت رأسا على عقب في عام 1588 عندما تواجه الاسبان بأساطيلهم البحرية الضخمة ضد انجلترا في أكبر عملية غزو بحري تتعرض لها انجلترا والمعروفه بأسم ( الارمادا ) لكن يشاء القدر أن يهزم الاسبان هزيمه منكره على يد الإنجليز وتحول جاك وارد هو وكثير من البحارة في هذا العام إلى تشكيل فرق بحرية خارج الجيش الملكي  بتكليف  رسمي من الملكة (( اليزابيث الاولي )) بالإغارة على سفن الإسبان التجاريه والبحريه العسكرية فيما يشبه حرب العصابات والقرصنة .

- وقد كان العداء بين الاسبان و الانجليز كبيراً نتيجة لتحول إنجلترا من الكاثوليكية إلى البروتستانتية الإنجيلية ، وقد أعلن بابا الفاتيكان الحرب صراحة على ملكة انجلترا اليزابيث الاولي ، واعتبرها حاكمة غير شرعية ، وأحل البابا رعاياها من الولاء لها ، الأمر الذي عرض الملكه لكثير من المؤامرات للتخلص منها وقد تولت إسبانيا مهمة قيادة الكاثوليك للتخلص من هذه الملكة البروتستانتية وإعادة إنجلترا للكاثوليكيِه من جديد ، في نفس الوقت قام الأسبان بتعذيب وقتل كثير من البروتستانت في اسبانيا والدول الأوروبية التي كانت واقعة تحت احتلالها .

ومع مرور الوقت صار البحار الإنجليزي جاك وارد من قادة البحارة الذين أوقعوا خسائر فادحة في سفن الإسبان ، وصار يملك ثروة لا بأس بها نتيجة للغنائم التي كان يحصل عليها 

-وفي عام 1603م قد تغير كل هذا الأمر فبعد رحيل الملكة إليزابيث الأولى وتولي الملك  الانجليزي (( جيمس الأول )) مقاليد الحكم في إنجلترا ، فقد عقد الإنجليز مع الإسبان اتفاقية سلام في هذا العام فمنعت جاك وارد وكثير من البحارة من قتال الاسبان .

- لكن جاك وارد قد انصاع للأمر  وذهب للعمل في ميناء بليموث  لكنه قد اجبر بعد ذلك على العمل في البحرية البريطانية الملكية  وقد اشتهرت في هذا الوقت بسوء السمعة في المعاملة التي كان يعامل بها الجنود وظروف العمل الصعبة التي جعلتها غير محبب في أن ينضم الاشخاص اليها بل كان البعض يفضل السجن على أن ينضم للبحرية البريطانية الملكية  ، ولكن بعد فترة من العمل ليست بالطويله قد عمل جاد وارد بأن بعض الأغنياء الانجليزي من الكاثوليك هربوا الى اسبانيا وع كنوز عظيمة فقرر هو و 30 بحار آخرين الاستيلاء علي هذا الكنز ولكنهم عندما اقتحموا السفنه لم يجدوا شيئا فقرروا الاستيلاء على السفينة نفسها و الهروب من سطوة البحرية الملكية .



بداية جاك وارد في عالم القرصنة

منذ ذلك الوقت أصبح جاك وارد ورفاقه في عين البحرية الملكية قراصنة وخارجين عن القانون ، وقد بدأت عملية المطاردة لهم حتى اتجهوا إلى جنوب ايرلندا وأثناء الإبحار انتخبوا جاك وارد ليكون قائدا لهم .

- وفي عام 1603م تمكن من الاستيلاء على سفينة جديدة  واتخذ لها اسم (( جون الصغير - Little John )) فهو يرى نفسه على نمط (( روبين هود )) الذي كان يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء أي أن له هدف نبيل وليس بغرض الإفساد ، وهذا دليل على نبل أخلاقه وإن كانت الطريقة غير شرعية .

- بعد أن أصبح مطاردا من حكومة الملك جيمس الأول  قرار ترك كل ما يتبع المملكة البريطانية والابحار الى مياه البحر المتوسط وبالتحديد إلى الجزائر وذلك لقوة الجزائر البحرية فقد كانت تعتبر القاعدة البحرية الأهم في الدولة العثمانية التي تمتلك أقوى الأساطيل في البحر المتوسط بجوار أساطيل جمهورية البندقية التي كانت قوية هي ايضا  ويعمل لديها المرتزقة  وكان أحد المرتزقة هؤلاء من الإنجليز قام بمهاجمة بعض مدن الجزائر الساحلية فهب وقتل وخرب وعاث فسادا وهذا الأمر قد أثر على جاك وارد عندما هبط إلى الجزائر فقد انتاب بعض الناس الشك فيه لكونه انجليزي وقد يكون أحد المرتزقة  

فقرر الذهاب الى عرض البحر حتى استولى على سفينة (( سانت ماريه )) وكانت تابعة لأسطول جمهورية البندقية وكان فيه الكثير من البضائع واستولي علي الكثير من السفن  وتوفر له الكثير من البضائع  وقد أصبح مطارد ايضا من بحريه البندقية  والسؤال الان الذي يطرح نفسه  أين يذهب ؟

إلى أين يذهب جاك وارد بعد أن ضاق البحر عليه ؟

- أصبح جاك وارد مطاردا في البحر المتوسط ولا يستطيع أن يجد له مكان في البر كي يستقر عليه أو يبيع بضاعته الكثير التي كانت معه فهو لا يستطيع الرجوع الى إنجلترا لأنه مطلوب من الحكومة الملكية هناك ولا يستطيع ايضا البيع في حوض البحر المتوسط بسبب عداء جمهورية البندقية له و باقي السواحل الأوروبية بسبب الاختلاف في العقيدة فهو بروتستانتي وهم كاثوليك وايضا لا يستطيع الذهاب الى الجزائر للسبب الذي ذكرناه سابقا  .

فلم يجد غير مكان واحد يستطيع بيع بضاعته فيه  وهو مدينة سلا المغربية  فعبر مضيق جبل طارق وذهب إليها وباع كل بضاعته وقد انفق الكثير منها على البحارة الذين وجدهم هناك وكانوا قد هربوا من الأسر في سجون الاسبان وقد يرثي لأحوالهم من الإنجليز والهولنديين واتخذ الكثير منهم الى طاقمه واشتري كل ما يحتاجه من السلاح .

- وفي نوفمبر من عام 1606م وصل مرة اخرى إلى جزيرة قبرص واستولي علي سفن الحرير وواصل عملياته حتى نهاية العام وظل يبحث عن حل لعدم وجود مكان ثابت لهم على اليابسة يستطيع الاقامة عليه  حتى وجد الحل اخيرا .

علاقة جاك وارد مع القائد العثماني كار عثمان

استطاع جاك وارد التواصل مع كار عثمان قائد الانكشارية في تونس  وعرض عليه خدماته مقابل توفير المكان  وكان العرض مغري للطرفين  لأنه في ذلك الزمن كانت تونس وشمال افريقيا تتعرض للقرصنة والعزو من اساطيل الكاثوليك في البحر المتوسط كأمثلة القديس يوحنا  ، فكان انضمام جاك وارد الى قوات المسلمين قوة كبيرة  لخبرته في هذا المجال والتعامل معهم ومنفعة له أيضا  كي يتسنى له الانتقام من اعدائه الكاثوليك ، وقد اتخذ من تونس مقرا له ووطن جديد له  ، وواصل القتال مع المسلمين حتى أرسل إليه ملك انجلترا يعرض عليه العفو على ان يعترف بالخطأ ويتخلى عن عمله في البحر إلا أنه رفض العودة وفضل البقاء في تونس .

إسلام جاك وارد 

لم يأتي عام 1609 حتي قد أنار الله بصيرته هذا القائد واختار جاك وارد أن يعتنق الإسلام وذلك بعدما خالط المسلمين وراء أخلاقهم فأحب الإسلام والمسلمين  فأعلن إسلامه وقام بتغير اسمه الى (( يوسف ريس )) مما جعل كل مسيحى أوروبا يعلن الغضب منه وذلك لشهرته آنذاك في البحار فكان إسلامه يعتبر  اساءة للكثير منه  لذلك عكفوا على تشويه سيرته في كل الحكايات والروايات الأدبية الأوروبية عنه مثل رواية (( مسيحي يتحول الي التركية )) للكاتب (( روبرت دابرون )) ويقصد بالتركي أي المسلم .
أصبح ((يوسف ريس )) جاك وارد أحد قواد المسلمين البحرية وظل على ذلك حتى وصل الى سن ال 70 وهو مجاهد يقود الاساطيل في البحر المتوسط يدافع عن الاسلام  والمسلمين 

وفاة (( يوسف رئيس - جاك وارد ))

في عشرينيات القرن السابع عشر الميلادي اجتاحت موجات من وباء الطاعون القاتل في اوروبا وشمال افريقيا  في عام 1623 تعرض القائد يوسف ريس لهذا الوباء وقد توفي على اثر الاصابة به عن عمر يناهز الـ 70 عام  فرحم الله هذا القائد الذي ختم حياته بالإسلام حتى ينول رضي الله عز وجل ويموت شهيدا بالطاعون 

المصدر :
كتاب لعز بربوروسا 101

لمعرفة المزيد عن موضيع اخري:
تعليقات
9 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة