U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

دراكولا مصاص الدماء الذي قتله السلطان محمد الفاتح


ما هي قصة دراكولا ؟ وهل هو شخصية حقيقية ام خيال ؟ وما علاقته بالسلطان محمد الفاتح ؟

منذ الصغر وجدنا في الكثير من الأفلام السينمائية قصص تحكي عن تلك الشخصية الدموية المعرفة باسم دراكولا، وبالبحث  في التاريخ وجدنا أن هذه الشخصية موجودة بالفعل 

فمن هو دراكولا وما هي قصته ؟




تبدأ القصة في القرن الخامس عشر وفي عهد السلطان مراد الثاني ، كانت مملكة والاشيا (جزء من رومانيا الحالية) يحكمها ((فلاد الثاني)) وفي ذلك الوقت بعد الصيت والسمعة المخيفة للجيش العثماني في أوروبا بأنه الجيش الذي لا يقهر ، تشكل تنظيم سري أطلق عليه (( تنظيم التنين )) وضم هذا التنين مجموعة من نبلاء أوروبا مثل المجر والنمسا وغيرها وكان على رأس هذا التنظيم (( فلاد الثاني )) والذي أصبح يلقب بـ (( دراكول )) كان الغرض الرئيسي من تنظيم التنين هو زرع الدسائس والفتن التي من شأنها إضعاف الترسانة العثمانية من غير مواجهة مباشرة .







ولكن الذي حدث كان خلاف ما هو مخطط له تماماً ، حيث قام مجموعة من معارضي (( فلاد دراكول )) في ولاشيا بالتعاون مع ملك المجر للإطاحة به . هرب  (( فلاد دراكول )) بعد الانقلاب إلى حلفائه من (( البُويار ))  الذين شرحوا له أنه لا سبيل للعودة لحكم ولاشيا إلا بمساعدة القوة العظمى الدولة العثمانية .



وبالفعل أخذ (( فلاد دراكول )) وقام يتوسل ويتودد من السلطان ( مراد الثاني ) لكي يساعده في العودة والجلوس على عرش ولاشيا من جديد انتهز السلطان مراد الثاني هذه الفرصة لشق الصف الأوروبي وتنظيم التنين وقام بإرسال الجيش العثماني الذي حاصر ولاشيا وأجلس (( فلاد دراكول )) على العرش .

أدرك (( فلاد دراكول )) أنه لا يوجد حليف حقيقي في أوروبا ، وأنه لا سبيل للمحافظة على العرش إلا بالخضوع ودفع الجزية للقوة العظمى العثمانية وأرسل (( فلاد دراكول )) ولديه ( فلاد ) و ( رادو ) كـ رهائن إلى السلطان مراد الثاني ، لكي يثبت ولائه للدولة العثمانية ودليل على خروجه من( تنظيم التنين ) وقد حقق مراد الثاني نجاحاً سياسياً باهراً .. ومكاسب عديدة :
  •  شق الصف الأوروبي .
  •  القضاء على تنظيم التنين .
  •  كسب ملك مطيع .

كيف كانت نشأة دراكولا ؟


أم  أبناء (( فلاد دراكول )) الرهائن .. كانت سياسية مراد الثاني هي الاستفادة قدر المستطاع منهما وتربيتهم ليكونوا حاكمين مطيعين مستقبلاً وسرعان ما تشرب الابن الأصغر (( رادو )) التعليم والولاء للدولة العثمانية بسبب صغر سنه أما ((  فلاد )) فكان شاباً يافعاً قضى 13 سنة من عمره في ولاشيا كان الابن (( فلاد )) يحمل كرهاً كبيراً للعثمانيين ولكن لا يظهر ذلك ، كما أن قيام والده بتسليمه بكل بساطة للسلطان كرهينة زاد من حدة طباعه لم يظهر الابن (( فلاد )) مظاهر العداء للعثمانيين .. بل على العكس كان مطيعاً وتلقى تعليماً عسكرياً جيداً خصوصاً وهو ينتظر الفرصة لتنصيبه ملكاً وفي عام 1448 م حدث ما كان يتمناه هذا الفتى .


كيف وصل دراكولا للحكم ؟

دبر نبلاء ولاشيا عملية اغتيال لوالده (( فلاد دراكول ))  وفي ذلك محاولة منهم للانضمام للمملكة المجرية وبعد وصول أخبار اغتيال (( فلاد دراكول )) للبلاط العثماني .. تحركت الجيوش العثمانية لتنصيب (( فلاد)) الابن ملكا لـ ولاشيا خوفاً من ضمها للمجر ، ولم تمر الفترة الأولى لحكم (( فلاد )) الذي أصبح (( فلاد الثالث )) بسهولة ، إذ تعرض لمضايقات كثيرة من النبلاء ، وفي هذه الأثناء تولى الحكم محمد الفاتح ولم يطلب(( فلاد الثالث )) المساعدة من الفاتح للقضاء على النبلاء للكُره الشديد بينهما إذ تربيا سوياً في البلاط العثماني وهما بنفس السن أما ملك المجر فكان يعلم جيداً أن أي محاولة للاستحواذ على ولاشيا ستفشل فقرر أن يكسب (( فلاد الثالث )) في صفه .

كيف تحول دراكولا الي مصاص دماء وانسان بل قلب ؟

 وهذا ما حدث بالفعل وبعد 3 سنوات من تنصيبه حاكماً على ولاشيا انقلب (( فلاد الثالث )) على الدولة العثمانية ، وقرر عدم دفع الجزية وأحكم قبضته الدموية على شعبه وقرر((فلاد الثالث)) أنه سيحمل لقب والده (دراكول) ليصبح لقبه الذي اشتهر به(( دراكولا)) وإضافة الألف في النهاية تعني (بن دراكولا) .. و لكي يضمن ((فلاد دراكولا)) استقرار حكمه في ولاشيا ، قام بابتكار عقوبات جديدة لم يشهد التاريخ مثلها من قبل ، دل ذلك على النفس الدموية لديه ومن عقوبات (( فلاد دراكولا ))
  •  أن المرآة الكسولة أو الغير مطيعة تقطع يدها .
  •  أما الرجل فيتم سلخ جلده وهو حي وسمل الأعين .
  • وايضا قطع أثداء الأمهات ووضع رؤوس أطفالهم مكانها 
  • اخترع آلات خاصة لتقطيع أوصال الناس وتفرِيمها ثم سلقها بالماء 
  • اخترع أوعية كبيرة يسلق فيها من يشاء على نار هادئة
ومن أشهر أساليب(( فلاد دراكولا ))في العقاب هو ابتكار أداة جديدة للقتل وهي إدخال الرمح المدبب في المؤخرة حتى يخرج من الفم (الخازوق) ومع مرور الوقت خرجت هذه الأساليب من كونها عقوبات على مخالفات وجرائم إلى أساليب لجلب المتعة لـ (( فلاد دراكولا))  الذي ازداد وحشية وسادية وبلغت دمويته حد أنه لا يتناول طعامه إلا أمام مجموعة من الجثث المعلقة على  الخازوق  حتى أنه لا يستمتع بالطعام إلا مع رائحة دم الأطفال . 


وذات مرة وهو يتناول الطعام مع أحد النبلاء ، كان النبيل يغلق أنفه من شدة رائحة الجثث الكريهة ، فأمر((فلاد دراكولا)) على الفور بقطع أنفه . في هذه الأثناء كان محمد الفاتح مشغولاً بحصار القسطنطينية ، مما حدى بـ ((فلاد دراكولا)) للتمادي أكثر في دمويته .

كانت أفعال ((فلاد دراكولا)) الوحشية والسادية غير مقبولة ومحرمة ليس عند دين الإسلام بل وعند جميع الأديان السماوية ، ورغم انتشار أفعاله الدموية في العالم المسيحي ، كان هناك مقولة منتشرة في أوربا مدام عدواً للعثمانيين فلا بأس فهو بطل في العالم المسيحي

السلطان محمد الفاتح و دراكولا



 في عام 1462 م وبعد أن فتحت القسطنطينية،اتجه محمد الفاتح بجيشه لتأديب ((فلاد دراكولا)) على أفعاله الشنيعة فلما اقترب السلطان محمدالفاتح من إقليم الأفلاق أرسل دراكولا وفدا يعلن فيه الخضوع للسلطان ودفع جزية سنوية قدرها 10000 آلاف دوكا والالتزام بكافة الشروط التي نصت عليها معاهدة سنة 1393م فقبل السلطان محمد وعاد بجيشه مرة اخرى،لكن سرعان ما تبين أن هذا العرض الذي تقدم به دراكولا إلى السلطان لم يكن إلا وسيلة لكسب الوقت وإكمال استعداداته القتالية وتنسيق التعاون بينه وبين ملك المجر لحرب المسلمين ، وعلم السلطان محمد بهذا الانفاق، وتواجه الجيشان عند الدانوب وأرسل الفاتح رسولين لـ (( فلاد دراكولا )) لاستيضاح الأمر  فلما دخلا عليه أمرهم بخلع عمائمهم احتراماً له فرفضاَ ، فأمر بدق رؤوسهم بالمسامير وقال : الآن لن تسقط عمائمكم  وأمر بوضعهم على العمود المدبب ( الخازوق ) وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية فقتل وسبى ونهب وعاث في الأرض فسادا وعاد ومعه 25 ألف من أسرى المسلمين الأتراك والبلغار و ما أن سمع الفاتح بفعلته حتى جهز  جيش تهتز له الارض  اليه .

 فلما علما دراكولا امر بقتل جميع الأسرى ووضعهم علي الخازوق علي مسافة نصف فرسخ تقريبا مليئة بالخوازيق 

ماذا وجد السلطان محمد الفاتح في طريقه وماذا فعل ؟

عندما دخل السلطان محمد هاله  منظر جثث المسلمين الـ 25 ألفا وهي معلقة بالخوازيق  والتي كان بينهما خازوق طويل تميز بينهم كان عليه جثمان (حمزة باشا )أحد ابرز قواد واصدقاء السلطان محمد  وقد اكلت النسور أحشائه وأحشاء  من كان معلق  ولم يستطع أن يتمالك دموعه حتى أن الجيش العثماني لم يستطع مواصلة المطاردة بسبب انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة الجثث المتعفنة ، فأرسل مجموعة من خيرة جنود الانكشارية والسْباهيه على رأسها الأمير (( رادو )) شقيق (دراكولا) الذي ظل على وفائه للسلطان الفاتح وذلك لملاحقة ((فلاد دراكولا)) ليُصعق ((دراكولا)) بتشتت جيشه وفر هارباً لقلعته حاصر ((رادو)) ب جيش الانكشارية المتمرس قلعة ((دراكولا)) فعلم ((دراكولا)) أنه لن ينتصر في المواجهة المباشرة ففر هارباً لوحده بمساعدة الغجر.


جلس ((رادو))على عرش ولاشيا بعد هرب (( دراكولا ))، وأرسل للفاتح يبشره بالنصر، أما (( دراكولا)) فوقع في أسر المجر .

 وفجأة توفي ((رادو)) عام 1475 م فأطلق المجريين ((فلاد دراكولا)) من الأسر ودعموه بقوة من الجيش لاسترداد ولاشيا من العثمانيين وفوراً تحرك الجيش العثماني الرهيب وجرت المعركة بالقرب من بوخارست وأباد الجيش العثماني الجيش المجري عن بكرة أبيه ، وقتل ((فلاد دراكولا)) وأرسل رأسه إلى إسلام بول 

وأمر الفاتح بدفن جثته بغير جنازة وتعليق رأسه ليكون عبرة لغيرة . ولا زال بعض الرومانيين ينظرون لـ ((فلاد دراكولا)) أنه بطل قومي رغم كمية الخوازيق التي أهداها إياهم 

بعد ذلك انتشرت أداة الخازوق انتشاراً واسعاً ، فاستخدمها شواذ الصرب ضد البوسنيين وبعض الجيوش التي لا تعرف الرحمة  

في 2014 انتج فيلم عن دراكولا وفيه الجزء الذى يحكى عن صراعه مع السلطان محمد الخامس ولكن طبعا الفيلم ادخل الجانب الذي ابتكره المؤلف الإنجليزي ((برام ستوكر)) فى روايته الشهيرة((دراكولا))المستوحاة من شخصية((فلاد الثالث)) وساديته ووحشيته وحبه للدم إذ صور برام ستوكر((دراكولا))على أنه مصاص دماء سادي لا يقاوم شهوته عند رؤية الدم  ، وهكذا هم صناع السينما دائما يزيفون الحقيقة وراء شيء آخر حتي لا يظهر الي العالم مدى حقدهم ودمويته مع المسلمين ليظل الناس على أوهام ان المسلمين فقط هما سفاكي الدماء وأن غيرهم مظلوم لن يفعل شىء اما القتل والتعذيب فهم المسلمون فقط وقد نجحت هذه الخطة كثير مع الكثير من أبناء المسلمين فتراهم يدافع عن القتلة دفاعا مستميتا ويتهم المسلمين بالعنف والتطرف وهما ما فعله غزاة التاريخ عبر العصور مع المسلمين كي يمحوا هويتنا 



المصدر 

كتاب (( الاسطوره ))   الدكتور عبدالرحمن الوليلي  بتصرف 

لمعرفة المزيد عن  قصص أخرى يمكن الضغط على الروابط التالية 


تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة