U3F1ZWV6ZTI0ODAwMzk0Mzg3MTM5X0ZyZWUxNTY0NjIzMzI5MDc3Ng==

أريوس والآريسيين .. القس المسلم والنصارى الموحدون وسر مجمع نيقية

أريوس والآريسيين .. القس المسلم والنصارى الموحدون وسر مجمع نيقية


أريوس والآريسيين .. القس المسلم والنصارى الموحدون

(( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فعليك إثم الآريسيين )) 

هذه كانت رسالة سيدنا محمد الى هرقل عظيم الروم يدعوه الى الله ويحذره من رفض الاسلام والكفر وإلا سيكون عليه إثم الآريسيين 

فمن هم الأريسيين ومن هو أريوس زعيم هذه الطائفه ؟

من هو أريوس ؟

آريوس هو قسيس من أصل أمازيغى من شرق ليبيا الحالية ، ولد عام 256 للميلاد فى مدينة ليبية تقع فى منطقة الجبل الأخضر إلى الشرق من بنغازى ، هذه المدينة كانت تسمى مدينة قورينا ، واسمها الحالى شحات ، وهى المدينة التى ولد بها أيضا عالم الرياضيات والجغرافى الشهير ( إراتوستينس ) الذى يعرفه علماء الرياضيات بواضع غربال إراتوستينس الذى يحدد الأعداد الأولية .

أريوس والآريسيين .. القس المسلم والنصارى الموحدون وسر مجمع نيقية



عاش آريوس فى مدينة الإسكندرية المصرية التى كان بها قسيسا على إحدى كنائسها ، وسافر أيضا إلى مدينة أنطاكية ليتعلم تعاليم المسيح من أحد أهم الشخصيات فى التاريخ المسيحى على الأطلاق ، وهو القسيس (( لوسيان الأنطاكى )) الذى يسميه المسيحيون الآن سانت لوسيان ، أى القديس لوسيان ، وأطلقوا عليه ايضا لقب لوسيان الشهيد ( Lucian the Martyr ) بعد أن قتله الأمبراطور الرومانى الوثنى ( ماكسيمونس الثانى ) 

بداية آريوس الحقيقية


وفى ذلك الزمان ظهر على فى مدينة الإسكندرية المصرية صراع كبير بين فريقين ، الفريق الأول ويقوده الأسقف ألكسندروس الأول ( بابا الإسكندرية ) الذى كان يريد اعتماد عقيدة تأليه المسيح فى المسيحية ، وفريق بقيادة ( القيس آريوس ) الذى رفض إدخال هذه البدعة لدين المسيح ، وكان آريوس يؤمن بأن المسيح إنسان مخلوق ونبى مكرم ، وكان يؤيد فريق آريوس شخصية من أهم الشخصيات المسيحية فى مصر وهو الأسقف الصعيدى ( ميلتيوس أسقف ليكيبولس ) وليكيبولس هى مدينة أسيوط ، لذلك كان مسيحيو صعيد مصر فى الغالب من الموحدين المسيحيين الذين رفضوا فكرة تأليه المسيح ،ومع اشتداد وطأه ذلك الصراع بين الفريقين ، كثف آريوس من تحركاته فى دعوة المسيحيين إلى التوحيد ، مستعينا بعلمه الغزير الذى تعلمه فى مدرسة أنطاكيه التوحيدية إضافة لقدرته الكبيرة على الاقناع بالحجج والبراهين من الكتاب المقدس نفسه ، حيث أن المسيح بكل بساطة لم يذكر أى كلمة فى الكتاب المقدس يدعو الناس فيها إلى عبادته ، أو ادعى أنه رب ، فأقبل المسيحيون أفواجا على دعوة آريوس التوحيدية ، بعد أن أحسوا بصدقه وإخلاصه لدعوة المسيح 

ويصفه البروفسور ( ديميتريوس كوسولاس ) فى كتابه ( حياة و زمن قسطنطين العظيم ) : (( كانت بلاغته وجلسته الوقورة وزهده فى الحياة قد بدأت فى اجتذاب أتباع كثيرين ، كان طويلا رشيق القامة ذو نظرات جذابه ، يرتدى دائما رداء أبيض بدون أكمام ))  

ويضيف البروفسور ايضا (( لم يكن آريوس من نوع الرجال الذين يمكن إسكاتهم بسهولة كما لم يكن وحده الذى يؤمن بهذه المعتقدات بل كان كثير من الأساقفة والكهنة فى الشرق يفضلون تعاليمه ))

وعلى الرغم من عداء أسقف الإسكندرية لآريوس وعزله من كنيسته الصغيرة ،استمر هذا القسيس المسيحى الموحد فى كفاحه بالدفاع عن دعوة التوحيد المسيحية ، فأرسل رسالة إلى أحد زملائه فى الدراسه عند لوسيان الشهيد ، هذا الزميل اسمه يوسابيوس النيقوميدى الذى كان أسقف بيروتاس ( وهى بيروت الحاليه ) ثم أصبح أسقف نيقوميديا فى تركيا حاليا ، آريوس بعث لزميله رسالة يخبره بها بما جرى له ، وقد بدأ آريوس هذه الرسالة بعبارة (( يا تلميذ لوسيان )) مذكرأ اياه بما تعلموه فى مدرسة معلمهم لوسيان الشهيد ، وهذا من يدل على أن تعاليم لوسيان الشهيد كانت توحيدية ،فأعلن يوسابيوس تأييده لدعوة زميله أريوس التوحيدية فى الوقوف أمام بدعة تأليه المسيح ، ثم قام بقية تلاميذ لوسيان الشهيد الذين أصبحوا أساقفة لكنائس كبرى فى العالم تأييدهم لدعوة زميلهم آريوس فى توحيد الله فى مواجهة بدعة تأليه المسيح . 

كيف كان العالم المسيحى فى هذا الوقت ؟

العالم المسيحى فى ذلك الوقت من بداية القرن الرابع االميلادى ، كان واقعا فى أغلبه تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية البيزنطية ، وكان يحكم تلك الأمبراطورية فى ذلك الوقت الإمبراطور قسطنطين الأول ،والذى يطلق عليه لقب قسطنطين العظيم هذا الامبراطور استطاع توحيد الامبراطورية الرومانيه تحت سيطرته بعد سنوات طويله من الحروب الداخليه ، وعلى الرغم من أنه فى ذلك الوقت لم يكن مسيحيا ، أراد قسطنطين أن يثبت حكمه فى أرجاء الإمبراطوريه عن طريق السيطرة على السلطه الدينية لشعوب الإمبراطورية المختلفه وكان هذا الامبراطور يتابع الصراع بين المسحيين الموحدين وبين من ينادون ببدعة تأليه المسيح فخاف أن يأخذ هذا الصراع طابعاً تهديدياً للسلم الاجتماعى فى مدن إمبراطوريته .

مجمع نيقية 

فدعا الى عقد أول مؤتمر كبير فى تاريخ المسيحية ، فأمر كافة أساقفة المدن الواقعة تحت سيطرة الأمبراطورية لعقد أول اجتماع مسكونى فى تاريخ المسيحية فى مدينة تقع غرب تركيا الحالية تسمى مدينة (( نيقية )) لتعقد جلسات مجمع نيقية بين 20 مايو إلى 25 يوليو من عام  325 م وشهدت جلسات ذلك المجمع نقاشات حادة بين فريق الموحدين بقيادة القسيس آريوس ومن معه من الأساقفة الموحدين أمثال يوسابيوس النيقوميدى وثيوغنيس أسقف نيقية ذاتها ، وبين فريق آخر ينادى بإدخال مبدأ ألوهية المسيح للدين المسيحى ، وكان بقيادة شاب فى بداية الثلاثينيات من عمرة يدعى ( أثناسيوس ) وهو الشخصية التى أرسلها بابا الأسكندرية لقيادة هذا الفريق المنادى بألوهية المسيح  ، وأثناسيوس هذا كان وثنيا من أبوين وثنيين قبل أن يتبناه ألكسندروس ويجعله أحد تلامذته ، لتتوافق المعتقدات الوثنية التى ورثها من ابويه مع المعتقدات المنحرفة التى علمه إياها ألكسندروس الأول ليجادل بها هذا الشاب كهنة وأساقفة مثل آريوس ويوسابيوس الذين ولدوا على دين المسيح ليس ذلك فحسب بل تتلمذا على يدى لوسيان الانطاكى الذى يسميه المسيحيون حتى يوم الناس هذا القديس لوسيان الشهيد 

أريوس والآريسيين .. القس المسلم والنصارى الموحدون وسر مجمع نيقية


لحظة اتخاذ القرار 

بعد ايام من النقاشات الطويلة التى كان آريوس ومن معه من الموحدين يفحمون بها أثناسيوس ومن معه جاءت لحظة التصويت على وثيقة تنص لأول مرة فى تاريخ المسيحية على ألوهية المسيح ، وكانت غالبية الأساففة مع عدم التصويت عليها والبقاء على ما دعا إليه المسيح فى ما جاء فى الكتاب المقدس بوحدانية الله ، إلا أن التصويت لم يكن حراً فقد كان الإمبراطور قسطنطين بحكم دينه الوثنى ضدة فكرة توحيد الله ،فقرر أن تكون نتيجة التصويت لصالح من ينادون بألوهية المسيح ، ووفقا لكتاب ( الكنيسة الانشقاق والفساد ) للمؤرخ (Nkosi ) أصدر قسطنطين بياناً مسبقا يهدد فيه كل من يرفض التصويت لصالح هذا الاعتقاد بالنفى والتعذيب ولديهم معرفة سابقة بما حدث مع المسحيين من الملوك السابقين فوقع أغلب الاساقفه على ما بات يعرف بعد ب ((عقيدة نيقية )) وفيها كتب لأول مرة فى تاريخ المسيحية أن المسيح إله ، وبالرغم من كل التهديدات رفض آريوس التوقيع على هذه الوثيقة .

ويقول الكاتب ( R .P . Hanson )  رفض ثلاث قساوسة التوقيع وهم ( آريوس  و ثيونوس و سيكانديوس   )

والحقيقة أن نعظم الأساقفة كانوا موحدين لكنهم وقعوا مكرهين  ،  وجاء ذلك واضحا فى كلام الاسقف الموحد يوسابيوس النيقوميدى الذى وقع على وثيقة نيقية حيث جاء فى رسالة بعثها لاحقا إلى الإمبراطور قسطنطين العظيم يخبره فيها عن سبب توقيعهم للوثيقة كما ورد فى كتاب للكاتب الألمانى الكاثوليكى ماتياس هوفمان ( لاتنس حياتك رأى برب إبراهيم ) 

قال فى الرساله (( لقد ارتكبنا خطيئة أيها الامير ، عندما دفعنا خوفنا منكم للموافقة على كفر ))

أريوس والآريسيين .. القس المسلم والنصارى الموحدون وسر مجمع نيقية



سر مجمع نيقية والاثار المترتبة على نتائجه

ولكى نفهم موقف الأساقفه الموحدين وهم الغالبية العظمى علينا أن نفهم الظروف التى دفعتهم إلى التوقيع ، هؤلاء الأساقفه الموحدون اجتهدوا ورأوا أنه تحت إرهاب وقمع الإمبراطورية يمكنهم إظهار ما لا يعتقدون فى قلوبهم لكى يرجعوا آمنين الى تلامذتهم ليكملوا دعوة المسيح سرا ، لا سيما أن هذا المجمع جمع كل الأساقفة الموحدين فى العالم ، فإذا تم قتلهم ، ستصبح دعوة المسيح فى خطر حقيقى ، ولكن القساوسة الموحدين ما أن وقعوا على وثيقة نيقة ، حتى وقعوا فى الفخ الذى كانوا يحاولون الإفلات منه ، فقد كان الإمبراطور ورجال الكنيسة بقيادة أثناسيوس يدركون تمام الإدراك بأن هؤلاء الأساقفة وقعوا على الوثيقة تحت الإكراه ، لذلك قاموا مباشرة بعد اختتام جلسات المجمع بعزلهم من كنائسهم ونفيهم الى قرى وجزر نائية وتم احراق كل كتب القسيس آريوس  ومن معه من الموحدين ، لخوف النيقيين من أن تنتشر تعاليم آريوس التوحيدية  بين الأجيال المستقبلية من عامة المسيحية لذلك لا يوجد كتاب واحد لآريوس فى هذا الزمان ، ومعظم ما ورد من كتابات عقدية له ورد بالأساس فى كتب أعدائه .

ماذا حدث لآريوس والطائفه الموحدة ؟ 

قام الأمبراطور بنفى آريوس وبقية الاساقفة الموحدين  وكوفىء ( أثانسيوس ) زعيم النيقيين بأن تم تعيينة أسقفا للإسكندرية عام 328 م ، واستولى الأساقفه النيقيين على أغلب الكنائس التى كانت تابعة لأساقفة موحدين .

ومنذ ذلك التاريخ أطلق أعداء آريوس على كل مسيحى موحد لقب ( الآريسى ) أو ( الآريوسى ) وذلك لصرف الناس عن حقيقة تريد الكنيسة إخفائها عن عامة المسيحين البسطاء ، بأن هؤلاء المسيحيين الذين أطلق عليهم اسم الآريسيين ، ما هم فى حقيقة الأمر سوى المسيحيين الحقيقين الذين اتبعوا دين المسيح ورفضوا تحريفة فى حين تم تسمية من آمنوا بعقيدة نيقية بالنيقيين ، وأطلقوا هم على أنفسهم اسم ( الارثذوكس ) اى الأصوليون ، فأرادوا خداععامة المسيحيين بذلك الاسم بأنهم هم الذين يتبعون أصل الدين المسيحى 

وبذلك اختفت الفئة الصادقة وظهرت الفئات الضاله فى دين المسيحيه وخرج منها شعب كثير كلها على باطل  لا توحد الله عز وجل وتأله المسيح عليه السلام او تشركه مع الاله  ولا حول ولا قوة الا بالله 

المصادر 
1- اقباط مسلمون قبل محمد  سليمان فاضل
2- العظماء المائه  جهاد التربانى 
3-الكنيسة الانشقاق والفساد  Nkosi ( Maseko Achim)


يمكنك الاطلاع على 





تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. Video game and video game console | Videodl
    Video game and video game console - Sega Genesis. Play online or download youtube downloader it from your web browser, windows, mac, nintendo, android, pc.

    ردحذف
  2. Lucky 15 casino - JTM Hub
    Lucky 고양 출장마사지 15 is located at 밀양 출장샵 888 Casino, Dublin near the 하남 출장안마 centre. This place is situated at 888 Casino, Dublin and near the centre. This 부천 출장샵 place 광주광역 출장안마 is

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة